الأربعاء، 31 أغسطس 2016

أدهام نمر حريز يكتب (( وصفة للنوم ))

وصفة للنوم ...
( قصة قصيرة )
.............القاص/أدهام نمر حريز .
 على طرف السرير يجلس كالمفجوع من النهار , قدماه المتدليتان كرقّاص الساعة  القديمة , أتعبه’ تارجح الزمن .
 الذكريات لا تريد مغادرة رأسه المثقل بالسنين العجاف , كانها تملك اقامة دائمة في تلافيف عمره الذي يكبر و يكبر , كشجرة  يشقق لحاء جذعها العمر .
عينه’ تحفظ السيناريو , في كل ليلة تمر علية نفس اللقطات و يتكرر عنده نفس المشهد  .
أحساسه يعيش  نفس  الموقف , ردات فعله تحولت الى أرشيف لتاريخ يؤرِّقه دائما .
رغم انتصاف الليل وسكونه الموحش , وركون  كل شيء فية الى رقود و سبات مؤقت ينتهي احيانا قبل الشروق  , فراشة الوثير  يحن الى الدفء , كل هذه كان مرفوضاً عند هواجسه القلقة التي تبحث عن الاطمئنان .
سحر النوم  لم يكن له سلطان عليه , ولم يعانق جفونة منذ ليالاً طوال  ’ فقد معها الاحساس بلذة النوم  العميق الذي لايقطعه  شبح الماضي او كوابيس الحاضر .
أراد ان يخلق جواً يثير فيها النعاس , مد يده المرتجفة نحو مفتاح الضوء , لكنه تراجع بسرعة , فهو لم يعد يثق  في الظلام .
نهض وهو متَّكَأً على عمود السرير , واخذ يدور حوله وهو يضع يده  فوق راسه  , في  جو يسوده القلق المفرط .
بدأت الذكريات تضغط  علية , حتى كاد ان ينفجر بالصراخ  , مد يده نحو علبة سكائره  ليخرجها من  طوفان اغراضه المبعثرة في كل ارجاء الغرفة .
أشعل السيكارة ويده ترتجف , هو الان يقف امام المَرآة , يشاهد صورته المنعكسة عليها .
يسرح خياله وهو يطارد دخان السيكارة الذي يرتفع في جو الغرفة , الزفيق يرتفع في حدتهِ , دقات القلب تعزف لحن غير منتظم .
مثل كل مرة في  نهاية الليلة , سيدخل في عتاب مع نفسة , سيوبخها على كل شيء فعله , كل شيء قاله و سمعه .
سمع أذان الفجر من بعيدا , تَرَقْرَقت الدموع  في عينيه , كان يدرك حقيقة مايفعله , كل شيء سيزول , وهو سيرحل  أجلاً ام عاجل .
عاد وجلس على حافة السرير وهو يحني رأسه نحو الامام , يفكر في ليلة , لايحاسبة ضميره عليها .
......................./أدهام نمر حريز-بغداد         2016/6/22

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق