الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

النهر ... بقلم : سامية خليفة

العنوان: النهر
كلُّ اسرارِها دفنتها ها هنا ، وضعتِ الحربُ اوْزارها، إلّا أنَّ في أعماقِ  قلبها حرباً  لا تهدأ ،صراعاً تتجاذبُهُ  قوّتا الخيرِ والشَّر . كمِ اشتاقَتْ إلى أنْ تتصالحَ معَ ذاتِها الكئيبةِ ، وكم تمنَّتْ لو تعودُ بها السّنونُ إلى الوراءِ لتُصلِح ما هدمتْهُ يداها، لكنْ هيهاتِ أنْ يتغيَّرَ أيُّ شيءٍ! هنا كانتْ أصْواتُ الأهالي تصْخبُ فرحاً بعودةٍ ابنائِهم البواسلِ سالمينَ  ،لكن سرعانَ ما تكلّل اللِّقاءُ بالأحزانِ . كانتْ عميلة  للعدوِّ، تآزرتْ معهم فمدّتْهم بمعلوماتٍ سريَّةٍ أطاحتْ بها آمالَ المواطنين. العدوُّ لا يرحمُ ،الأوامرُ العليا أصْدرتْ قرارَها، لا خيار لها لترفضَ ...
-جندي تسبب بمقتلِ العديدِ من جنودنا عليكِ بالثّأرِ لنا ،الحربُ بالنسبةِ لنا لم تنتهِ بعدُ.
وسطَ ضجيجِ الفرحِ،اختبأتْ خلفَ شجرةٍ وبقلبٍ باردٍ، أطلقتْ عليه النّارَ،مقابلَ حفنةٍ من الدّراهمِ وخيانةٍ عظمى للوطنِ،هربتْ...ظنّوا أن أحد قناصة العدوِّ فتحَ عليه النّارَ ،إلّا أنّ النّهرَ كانَ شاهداً على جريمتِها.
سادرةً واجمةً تناجي النّهرَ في سرِّها:
-أخبرهُم يا نهرُ بما اقترفتْ يدايَ هذا السرُّ ينوءُ باثقالِهِ على صدري.
يفتحُ النّهرُ لها ذراعيهِ ،وكلّما اخترقتْ صدرَهُ،كلَّما اقتربتْ عدالةُ السّماءِ ،وفي ثوانٍ كانتْ وجبةً دسمةً للنَّهرِ.
سامية خليفة-لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق