الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

اغمض عيني ... بقلم ... سامية خليفة

اغمض عيني
لعلي أستريح من جمر البكاء
فأراك في مقلتي طيفا
لا يبرح المكان
قرت العينان ولكن
في القلب اشتعل اللهيب

مددت لك يدي
أن خذني إلى حيث اللقاء
بلا وداع
إلى حيث رؤياك
قدري
.......... ..........
أرى فيك كل الفصول
عيناك حينا تتلونان بربيع أخضر
وأحيانا تكتسحان
زرقة السماء
شفتاك كرزتان
نضجتا
بشمس آب  اللاهبة
أنا كنت لهما الشمس
قبلاتك صادرت المطر في كانون
فأمطرت علي حبا
همساتك اختلست من الخريف حفيف الشجر
فرددت في أذني
أحلى أغان
وأجمل شعر
........................

كن لي وجودا
في كل الأشياء
في كلّ الأوقات
كن لي الزمان
في العمر الذي ولى في العمر الآتي
والعمر الذي أحياهُ الآن
كن لي المكان
في السماء  القمر
فأنت من الكواكب الأجمل
في الأرض البحار
فأنا أهوى الغوص في الأعماق
.................

وأنا أتسربل الليل دثارا
أبحث عنك بين ثنايا السواد
أعثر عليك ملتفحا نور الأماني
أناجيك يا طيفا ملأ حياتي أحلاما
فامتلأت به حبا
سكن الفؤاد وما عنه لحظة رحل
.......................

لا تسلني كيف أراك
وكيف تعصف بي الأشواق
حين لا أراك
لذا
وشمتك في قلبي وعقلي وروحي
إسما أردده صلاة
زرعتك بين شفتي الأمل
سقيتك من دموعي شهد العسل
......................
كيف يصرع الحب
والحبّ قواه التّحدّي
يا عتمة لست بغالبتي
ما دام حبيبي
في قلبي سكناه
قبس من عشق
إن أهداني حبيبي
لأنار لي به كل الجهات
فكيف إن كان بفيض نوره
يعطيني
حدائق
لباقات من قبلات؟
..................

تراك من أنت من احتمالات الوجود؟
ليتك تكون
لي القمر
لأكون لك الشمس
أتدري لماذا
كي نحيا في رباط أبدي
من انعكاس ونشور
ليتك تكون لي في الأشياء
كلها
أتدري لماذا؟
كي أراك فيها
فتكون لي المرآة
....................
ستبقى حبيبي
رغما عن أنف الزمن
فأنا نذرتك
حبا قويا لا يعرف الاستسلام
وجدتك هنا على عرش النصر ملكا
وجدتك هناك على صهوة القتال قائدا
وجدتك هنا على عرش قلبي سيدا
كن لي حبيبا
لا يخضع لقوانين المكان أو الزمان
وانتشر في كل مكان
لأراك في كل شيء
في عالم الأشياء
...   .......  ..... ...  .....

في ذلك اليوم
رأيته يجوب في كل الأركان
أمسكتُ بالريشة
رسمته قلبا وروحا
وأكملت اللوحة بكل هيام
فأتى من خلف الألوان
يرمقني بنظرة عتاب
كيف أضع له حدودا وسورا
في لوحة ميتة
فأخذت الريشة
أرسم لوحات
اوزعها في الأرض والسماء
فحبيبي له من بعد الكون أكوان
رآنا القمرِ
أنارَ طريقَنا
كانت أيادينا تتشابكُ
وعيونُنا تتلاقى
وقلبانا يخفقان
يا للقمر!
أشاعَ للنجوم
سرّ حبّنا
أيها القمر ما عاد يتسع لنا المكان
فقل للنجوم أن تهجر السماء وتترك لنا الفضاء
بوسعه
.......................
التقينا بعد فراق
غابت عنا المواجع زالت من قاموسنا كلمة وداع
رفرفنا نطير نغمر السماء نقبل الفلاة
نقتنص اللحظات فيها نعيش الحلم واقعا
فيها نثور نجتاز السور والقلاع
ما عاد قلبانا رهنا للفراق
لم الفراق
ويدانا تتشابكان من مطلع فجر الحياة إلى يوم الممات؟
.............................
يعتصرقلبي الألم
أكابد مشقة النسيان
وتبقى راسخا
في القلب والوجدان والاحلام
أنت وإن افردت حناحي الرحيل
أنت هنا في القلب موطنك
رسمتك الربيع
فأزهرت حبا خالدا
كتبتك أسطورة
فكنت بطلا خارقا
نطقت باسمك فارتد إلي الصدى راعدا
تفرست ملامح فتنتك فتوهج السنا من جبينك بارقا
رأيتك في كل شيء حتى صرت لي العيد والمأتم الدمع والمبسم
قل احبك لتصفو السماء
وتشدو الطيور
وينام القمر
على صدر الرياح
..........................
هل علمت لماذا اخترتُكَ الجوريّةَ من بين الورودِ
لانك كنتَ الأشدّ عبقاً
من بينِ كل العطور
 هل أدركت لماذا اخترْتُكَ النّسر
من بين الطيور
لأنك في حبك لي
حلّقت عاليا
في سماء الوجود
هل اتضح لك لم اخترتك حبيبي
لأنك الرجل الأجمل
في عيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق