الاثنين، 19 مارس 2018

حان الوداع بقلم حميد الطائي

حان الوداع

بدأت تهم بالرحيل
لملمت حقائبها وترنحت
ورأت برحيلها لون جميل
سكرت من شفتيها شهورا
وداعب خصرها صوت النخيل
لململت اشلائها المبعثرة
تركت في جسدي سقم وصليل
شربتُ في مداعبتي لها
شهدا وزعفرانا وزنجبيل
فاح عطر جسدها باحضاني
 ثملة لاتعلم اين تميل
ارادت مني الرحيل
مهرة جامحة لم تروّض
لم تنقطع عن الصهيل
ارادت الرحيل
لبست سوادها
تناثر شعرها
قلبي يئن لذكراها
عنيدة  جاحدة
ليس عندها سوى الرحيل سبيل
رحلت لااعرف الى اين
هل هي في بغداد او ذي قار
هل هي في عمان او المغرب
او بيروت او اليمن السعيد
هل هي في شام دمشق وحمص واللاذقية
او في مصر بلاد النيل
رحلت لااعلم ربما السودان
او في الخليج على الشطآن
وجعلتني في مرآب بيتها عليل
اعتذرت من هواها
جننت في عشق جواها
مزقتني بالحنين
لم اعرف معنى الرحيل
ولم تتذكر طعم السنين
لم تتذكر الليالي معا
وخمرة حلمتاها
كأنهن شهد وتين
حان الوداع
وجفت الانهر والنباع
عشت حلما كالكابوس
بين الحزن والدمع
بين الاهات والضياع
حان الوداع
اسقطت عنها الوجوه المزيفة والقناع
فجرت كل مراسي الحب  بلحظة
وكسرت كل القوارب والشراع
سلاما من قلب
 ذاب في عشقكم حتى النخاع
سلاما لروح انكرت امسها
وسقطت من فوق القلاع
يالؤلوتي وجوهرتي
هل آن الاوان
نرحل بعالم النسيان
هل يرقص خصرها
بوطن ليس له عنوان
ياألماستي
ومحارتي
وقاربي الذي غرق وسط القاع
ارحلي بسلام
لاتنطقي الغرام
لاننا كالمراهقين
للحب كالجياع
تعالي  عودي
ياصلاتي وديني وسجودي
ياقبلتي وقدسي ووعودي
انا وانت لما لانلتزم الصمت
واتركي في نفوسنا ذلك الصراع

بقلمي المتواضع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق