السرقات الأدبية الإلكترونية وإنتشارها المخيف وسُبل ردعها
------------------------------
لا يخفى على أحد إنتشار ظاهرة السرقات الأدبية بعد أن أصبح الأمر لا يحتمل وكلنا نعرف إن السرقات الأدبية ليست بالشيء الجديد وإنّما لها جذور قديمة وأهم أسبابها إعجاب أحد الشعراء ببيت أو فكرة أو صورة شعرية والرغبة بامتلاكها والصياغة والنسج على منوالها .
لكن للأمانة كانت السرقة أقل ضرراً مما يحدث اليوم بعد إنتشار وسائل التواصل الإلكترونية وإدعاء البعض الشاعرية والأدب كون الأمر يتم بدون حسيب أو رقيب.
إن العمل الأدبي يعد منجزاً مهماً ليس للشاعر فقط ولكن للمجتمع
نحن كعرب ومنذ أن ترعرعنا على حب الأدب العربي بشطريه
النثر عامة والشعر خاصة فإن حبنا للشعر ليس من الناحية الإنتمائية فقط وإنما كون الشعر يحاكي النفس والإحساس والمشاعر وكلنا بطبعنا نحمل أحاسيس خلقت مع الجنس البشري لذلك عند سماعنا لنص شعري فاول شيء نفعله هو الاندماج ومعايشة حالة النص إن كان نصا غزليا أو وجدانيا أو حتى وطنيا لذلك فإن هذا المنجز هو ملكية فكرية خاصة بالشاعر من ناحية الفكرة والبناء والصياغة .
وان أي سطو على هذا النص أو الفكرة يعد جرماً لا يقل خطراً عن أي جريمة تهدد المجتمع .
وبسبب إنتشار المدعين للشعر والأدب وسهولة الحصول على النص بنسخه بطريقة الكترونية من خلال صفحة الشاعر فإن جريمة السرقة الأدبية تحتاج الى وقفة رادعة جداً .
وبسبب الأهمال الذي تمر به لغتنا العربية وأدبنا العربي من المؤسسات الأدبية التي كانت تعرف الدخيل من الحقيقي ولم يكن هذا الكم الهائل من الشعراء ( بعضهم لا يستحق هذا اللقب الشريف ) في الساحة لذلك صنع هذا الإهمال ثغرة للسراق واستغلوه لتحقيق مآربهم الدنيئة حيث لا حساب ولا إدانة والذي شجّع بعضهم على ذلك المطبلين بعد نشر نص بالإعجابات الألكترونية والتعليقات الساذجة والمبتذلة والمجاملات المتبادلة وأخص بالذكر ( روعة – إبداع – أحسنت – صح لسانك – عاشت يدك – .... الخ ) هذا جعل البعض يحس بأنه خليفة المتنبي أو حتى أكثر من ذلك .
أما اذا كانت المدعية للشعر أنثى فهنا يبدأ الصراع والتسابق على منحها الألقاب والأمتيازات بالتقرّب لها في التعليقات والاعجابات وكأنه موسم التزاوج في صفحتها .
لا ننكر فضل مواقع التواصل الإجتماعية على الحركة الأدبية ولا نطعن بإيجابياتها لكن مقابل السلبيات الهائلة أصبح الأمر مقززاً جداً ويحتاج الى مراجعة ووقفة جادة من قبل أصحاب الإختصاص والأسماء المعروفة والنوادي الادبية .
إن كثرة المنتديات الأدبية على الفيس بوك وسهولة الإنضمام إليها وبراعة البعض في لبس الأقنعة وإيهام الناس بحضوره و أكبر جريمة تحصل اليوم هو وجود مسؤولين على هذه المنتديات وهم من الناس الجهلة ولا يملكون أي مؤهل يجعلهم يمارسون عمل الإدارة في هذه الصفحات التي لا هم لها سوى جمع الأعضاء والحصول على الدعم بالتعليقات والنشر ولا وجود مدققين أو مراقبين من ذوي الإختصاص الا ما ندر جداً .
من السهولة جدا على أي سارق الآن نسخ النص الأصلي للشاعر بسهولة ونشره في المنتديات والصفحات الفيسبوكية والحصول على التعليقات والاعجابات من الأعضاء والتي تتم حتى دون قراءة النص أو حتى معرفة الناشر أو السارق وقبول الإدارة بنشر النص والتي لا تعرف ضوابط العمل الادبي وليس همها الا كسب الأعضاء والنشر وكسب التعليقات والإعجابات فقط.
إن الغاية من السرقة الادبية هو صنع شخصية وهمية للسارق على إنه أديب أو شاعر ويبدأ بالشعور بالنشوة حين يقال له إنك شاعر أو أديب وهو لا يقدر أن يخط بيتا واحدا بدون أخطاء أو كسور والذي شجّع على انتشار هذه الحالة هو خلو الساحة الالكترونية من المحاسبة او إعادة الحق الى أهله وإمتلاك بعض المغفلين للصفحات وإنشاء منتديات أدبية بكل سهولة في الفيس بوك خاصة والمواقع الالكترونية عامة
ومن هذا المنطلق أطلق دعوة عامة للشعراء والأدباء الذين يملكون الغيرة الأدبية على اللغة والحفاظ على ملكيتها أن يحاربوا هذه الظاهرة المنتشرة أولا. قبل الدخول لأي موقع الكتروني أو فيسبوكي أن يتحققوا من المسؤولين على هذا الموقع أو المنتدى ومعرفة خلفياتهم الأدبية وفي حالة وجود اي مسؤول او اداري غير مؤهل على الشاعر او الأديب الخروج فورا ونصح اصدقائه بترك هذا المنتدى .
ثانيا. لا يتم قبول صداقة أي شاعر الا حين التأكد من إسمه وإن كان ثقة أو غير ذلك ( هذا لا يشمل الصداقات الشخصية )
ثالثا . حين معرفة سارق أدبي تنبيه باقي الأصدقاء له وإبلاغ مسؤولي المنتديات الادبية ليتم إتخاذ الإجراء المثالي بحقه وطرده وفضحه لكي يعرف جريمته وتضييق الخناق عليه ليبتعد عن السرقة الادبية .
وأود الإشارة الى إننا مسؤولون أمام الله على الحقوق الفكرية والأدبية فالسكوت أو التستر على سارق يعد ذنبا كبيرا لأن هذا تشجيع على جريمة السرقة وانتشارها. وهذا سهل جدا لو تعاونّا كلنا على ذلك بإبلاغ بعضنا بمنشور أو رسالة للحد من هذه الظاهرة السلبية جدا وقتلها في رحمها المقيت…
بقلم… خالد الباشق
2019
------------------------------
لا يخفى على أحد إنتشار ظاهرة السرقات الأدبية بعد أن أصبح الأمر لا يحتمل وكلنا نعرف إن السرقات الأدبية ليست بالشيء الجديد وإنّما لها جذور قديمة وأهم أسبابها إعجاب أحد الشعراء ببيت أو فكرة أو صورة شعرية والرغبة بامتلاكها والصياغة والنسج على منوالها .
لكن للأمانة كانت السرقة أقل ضرراً مما يحدث اليوم بعد إنتشار وسائل التواصل الإلكترونية وإدعاء البعض الشاعرية والأدب كون الأمر يتم بدون حسيب أو رقيب.
إن العمل الأدبي يعد منجزاً مهماً ليس للشاعر فقط ولكن للمجتمع
نحن كعرب ومنذ أن ترعرعنا على حب الأدب العربي بشطريه
النثر عامة والشعر خاصة فإن حبنا للشعر ليس من الناحية الإنتمائية فقط وإنما كون الشعر يحاكي النفس والإحساس والمشاعر وكلنا بطبعنا نحمل أحاسيس خلقت مع الجنس البشري لذلك عند سماعنا لنص شعري فاول شيء نفعله هو الاندماج ومعايشة حالة النص إن كان نصا غزليا أو وجدانيا أو حتى وطنيا لذلك فإن هذا المنجز هو ملكية فكرية خاصة بالشاعر من ناحية الفكرة والبناء والصياغة .
وان أي سطو على هذا النص أو الفكرة يعد جرماً لا يقل خطراً عن أي جريمة تهدد المجتمع .
وبسبب إنتشار المدعين للشعر والأدب وسهولة الحصول على النص بنسخه بطريقة الكترونية من خلال صفحة الشاعر فإن جريمة السرقة الأدبية تحتاج الى وقفة رادعة جداً .
وبسبب الأهمال الذي تمر به لغتنا العربية وأدبنا العربي من المؤسسات الأدبية التي كانت تعرف الدخيل من الحقيقي ولم يكن هذا الكم الهائل من الشعراء ( بعضهم لا يستحق هذا اللقب الشريف ) في الساحة لذلك صنع هذا الإهمال ثغرة للسراق واستغلوه لتحقيق مآربهم الدنيئة حيث لا حساب ولا إدانة والذي شجّع بعضهم على ذلك المطبلين بعد نشر نص بالإعجابات الألكترونية والتعليقات الساذجة والمبتذلة والمجاملات المتبادلة وأخص بالذكر ( روعة – إبداع – أحسنت – صح لسانك – عاشت يدك – .... الخ ) هذا جعل البعض يحس بأنه خليفة المتنبي أو حتى أكثر من ذلك .
أما اذا كانت المدعية للشعر أنثى فهنا يبدأ الصراع والتسابق على منحها الألقاب والأمتيازات بالتقرّب لها في التعليقات والاعجابات وكأنه موسم التزاوج في صفحتها .
لا ننكر فضل مواقع التواصل الإجتماعية على الحركة الأدبية ولا نطعن بإيجابياتها لكن مقابل السلبيات الهائلة أصبح الأمر مقززاً جداً ويحتاج الى مراجعة ووقفة جادة من قبل أصحاب الإختصاص والأسماء المعروفة والنوادي الادبية .
إن كثرة المنتديات الأدبية على الفيس بوك وسهولة الإنضمام إليها وبراعة البعض في لبس الأقنعة وإيهام الناس بحضوره و أكبر جريمة تحصل اليوم هو وجود مسؤولين على هذه المنتديات وهم من الناس الجهلة ولا يملكون أي مؤهل يجعلهم يمارسون عمل الإدارة في هذه الصفحات التي لا هم لها سوى جمع الأعضاء والحصول على الدعم بالتعليقات والنشر ولا وجود مدققين أو مراقبين من ذوي الإختصاص الا ما ندر جداً .
من السهولة جدا على أي سارق الآن نسخ النص الأصلي للشاعر بسهولة ونشره في المنتديات والصفحات الفيسبوكية والحصول على التعليقات والاعجابات من الأعضاء والتي تتم حتى دون قراءة النص أو حتى معرفة الناشر أو السارق وقبول الإدارة بنشر النص والتي لا تعرف ضوابط العمل الادبي وليس همها الا كسب الأعضاء والنشر وكسب التعليقات والإعجابات فقط.
إن الغاية من السرقة الادبية هو صنع شخصية وهمية للسارق على إنه أديب أو شاعر ويبدأ بالشعور بالنشوة حين يقال له إنك شاعر أو أديب وهو لا يقدر أن يخط بيتا واحدا بدون أخطاء أو كسور والذي شجّع على انتشار هذه الحالة هو خلو الساحة الالكترونية من المحاسبة او إعادة الحق الى أهله وإمتلاك بعض المغفلين للصفحات وإنشاء منتديات أدبية بكل سهولة في الفيس بوك خاصة والمواقع الالكترونية عامة
ومن هذا المنطلق أطلق دعوة عامة للشعراء والأدباء الذين يملكون الغيرة الأدبية على اللغة والحفاظ على ملكيتها أن يحاربوا هذه الظاهرة المنتشرة أولا. قبل الدخول لأي موقع الكتروني أو فيسبوكي أن يتحققوا من المسؤولين على هذا الموقع أو المنتدى ومعرفة خلفياتهم الأدبية وفي حالة وجود اي مسؤول او اداري غير مؤهل على الشاعر او الأديب الخروج فورا ونصح اصدقائه بترك هذا المنتدى .
ثانيا. لا يتم قبول صداقة أي شاعر الا حين التأكد من إسمه وإن كان ثقة أو غير ذلك ( هذا لا يشمل الصداقات الشخصية )
ثالثا . حين معرفة سارق أدبي تنبيه باقي الأصدقاء له وإبلاغ مسؤولي المنتديات الادبية ليتم إتخاذ الإجراء المثالي بحقه وطرده وفضحه لكي يعرف جريمته وتضييق الخناق عليه ليبتعد عن السرقة الادبية .
وأود الإشارة الى إننا مسؤولون أمام الله على الحقوق الفكرية والأدبية فالسكوت أو التستر على سارق يعد ذنبا كبيرا لأن هذا تشجيع على جريمة السرقة وانتشارها. وهذا سهل جدا لو تعاونّا كلنا على ذلك بإبلاغ بعضنا بمنشور أو رسالة للحد من هذه الظاهرة السلبية جدا وقتلها في رحمها المقيت…
بقلم… خالد الباشق
2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق